للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(أنه قال: " إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله ". فأشرف أسمائه: عبد الله، ولهذا سمي بهذا الاسم في القرآن في أفخر مقاماته، فلما حقق (عبوديته لربه حصلت له السيادة على جميع الخلق.

كان كثير من العارفين في مناجاته لربه: كفى بي فخراً أني لك عبد، وكفى بي شرفاً أنك لي رب. وكان بعضهم يقول: كلما ذكرت أنه ربي وأنا عبده حصل لي من السرور ما يصلح به بدني:

شرفُ النفوس دخولها في رقِّهم ... والعبدُ يحوي الفخر بالمُتملِّك

وكان أبو زيد البسطامي ينشد:

يا ليتني صِرت شيئاً ... من غير شيء أُعدُّ

أصبحت للكل مولى ... لأنني لك عبدُ

فمن انكسر قلبه لله عز وجل واستكان وخشع وتواضع جبره الله عز وجل، ورفعه بقدر ذلك، وفي الأثر المشهور: أن الله عز وجل قال لموسى على نبينا وعليه السلام حين سأله: أين أجدك؟. قال: عند المنكسرة قلوبهم من أجلي، فإني أدنو منهم كل يوم باعاً ولولا ذلك لانهدموا. وروي عن عبد الله بن سلام أنه فسره، فقال: هم المنكسرة قلوبهم بحب الله عن حب غيره. وفي الحديث المشهور المرفوع: " إن الله تعالى إذا تجلى لشيء من خلقه خشع له، فإذا تجلى لقلوب العارفين عظمة الله وجلاله وكبرياؤه اندكت

<<  <   >  >>