للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وعاداهم كما قال النبي (: " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله ... " الحديث.

وأعظم من تجب محبته في الله تعالى أنبياؤه ورسله، وأعظمهم نبيه محمد (الذي افترض الله على الخلق كلهم متابعته، وجعل متابعته علامة لصحة محبته كما قال تعالى: (قُلْ إنْ كنتم تُحِبُّون الله فاتَّبِعوني يُحبِبْكُم الله ويغفرْ لكم ذُنُوبَكم) آل عمران: ٣١، وتوعد من قدم محبة شيء من المخلوقين على محبته ومحبة رسوله ومحبة الجهاد في سبيله في قوله تعالى: (قل إن كان آبآؤكم وأبنآؤكم وإخوآنُكم وأزوآجُكم وعشيرتُكم وأموالٌ اقترفْتُموها وتجارةٌ تخشَون كسادَها ومساكنُ ترضَونهآ أحبَّ إليكم من الله ورسولهِ وجهادٍ في سبيلهِ فتربَّصوا) التوبة: ٢٤.

ووصف المحبين له باللين للمؤمنين: من الرأفة بهم والرحمة والمحبة لهم، والشدة على الكافرين: من البغض لهم والجهاد في سبيله، فقال تعالى: (فسوفَ يأتي الله بقومٍ يُحبُّهم ويُحبُّونَه أذِلَّةٍ على المؤمنينَ أعِزَّةٍ على الكافرين يجاهدون في سبيلِ الله ولا يخافون لومة لآئم) المائدة: ٥٤.

والثاني: محبة ما يحبه الله تعالى من الأعمال وبها يبلغ إلى حبه، وفي هذا إشارة إلى أن درجة المحبة لله تعالى إنما تنال بطاعته وبفعل ما يحبه، فإذا امتثل العبد لأوامر مولاه وفعل ما يحبه أحبه الله تعالى ورقاه إلى درجة محبته كما في الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري: " وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عندي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ". فأفضل ما تستجلب به محبة الله عز وجل فعل الواجبات، وترك المحرمات، ولهذا جعل النبي (من علامات وجدان حلاوة الإيمان أن يكره أن يرجع إلى

<<  <   >  >>