للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ألفية ابن ماللك منهجها وشروحها

...

ألفية ابن مالك منهجها وشروحها٢

للأستاذ الدكتور غريب عبد المجيد نافع أستاذ اللغويات بالدراسات العليا بالجامعة

ولتجاوب الناس مع "الألفية" بأثرها الواضح في سرعة استحضار القواعد أكثروا من مدحها، وبيان فضلها؛ ألا ترى إلى قول ابن المجراد:

خُلاصةُ النحو لا أبغي بها بدلا ... مستغرقاً درسها في كلِّ أوقاتي

قد جمّعت لُبَّ علم النحو مختصرا ... نظما بديعاً حوى جُلَّ المهماتِ

قُلْ لابن مالكٍ إني قد شُغِفْتُ بها ... لم يأت مثل لها يوما، ولا ياتي

وها أنا أسأل الرحمن مغفرةً ... له تُبَوِّئه في خير جنّاتِ i


i الأبيات من البسيط لأبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن عمران، الشهير بـ"ابن المجراد" السلاوي المتوفى سنة
٨١٩هـ.
و"الخلاصة": زبدة الشيء، وخلاصة الكلام: ما استخلص فيه معنى العبارة، مجردا عن الزوائد والفضول.
و"الاستغراق": الاستيعاب: والتضعيف في "جمَّعتْ " للتكثير في الفعل.
و"اختصار الكلام": حذف الفضول منه. و"اللب" من كل شيء: خالصه، وخياره.
و"جُل المهمات": أكثرها، و"المهمات": الأمور التي تدعو إلى اليقظة والتدبير، والواحد: مُهمّة أما "المهامّ "، فواحدها: مُهِمّ. و"مالك" في "لابن مالك": مضاف إليه، ووصلت همزة "إني" للضرورة. و"شُغِفت بها": أحببتها وأولعت بها؟ يقال: "شُغف به أو بحبه شَغَفاً، فهو مشغوف. والأصل في "لا ياتي: لا يأتي" فخففت الهمزة للضرورة.
وثبتت ألف "أنا" في الوصل على لغة تميم. و"تبوّئه": تنزله وتسكنه.
حاشية ابن حمدون على شرح المكوّدي للألفية ج ١ ص ١٠، ومغني اللبيب بحاشية الأمير ج١ ص ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>