والمال يغشي رجالًا لا طباع لهم ... كالسيل يغشى أصول الدندن البالي
أخذه الطائي فقال:
لا تنكري عطل الكريم من الغنى ... فالسيل حرب للمكان العالي
ثم يورد الآمدي فصلًا آخر يعقده لسرقات البحتري من أبي تمام يقرر في بدايته ١.
"أن أقبح مساوئ الرجل أن يقصد ديوان واحد من الشعراء فيأخذ من معانيه كما فعل البحتري مع أبي تمام، ولو كان فقط عشرة أبيات فكيف والذي أخذه منه يزيد على مائة بيت؟ "
وأما غير السرقات من المساوئ عند البحتري، فقد اجتهد الآمدي أن يظفر له بشيء منها مثل أبي تمام فأعيته الحيلة وعبثًا وجد.
وذلك لشدة تحرز البحتري في شعره وجودة طبعه، وتهذيب ألفاظه التهم إلا أبيات لا تذكر، وهذه السرقات للبحتري من الآمدي:
وبعض مما استقصاء أبو الضياء بشر بن تميم. ذلك الرجل الذي بالغ في استقصاء سرقات البحتري، حتى يتجاوز في نظر الآمدي ما ليس بمسروق فعدده وأحصاه عليه.
وإليك بعض من سرقات البحتري لمعاني أبي تمام خاصة:
١- قال أبو تمام:
وكيف احتمالي للسخاب صنيعه ... بأسقائها قبرا وفي جوفه البحر
وقال البحتري:
ملآن من كرم فليس يضره ... مر السحاب عليه وهو جهام
قال أبو تمام:
وإذا أرد الله نشر فضيلة ... طويت أتاح لها لسان حسود