فهما في الاجتراح فعل أمر، وفي الإطراح واو عمرو، أتى بها للفرق بينه وبين عمر، إذا اتسق بالكلام واستمر، واستغنى عنها بدخول الألف، التي جعلت عوضاً في المنصرف ظروف وغى، لا يظفر منهم بألمعي، يصفون رعا البذج والعدان، وكل ورع منهم هدان، بشدة فارس زبيد، وعبادة عمرو بن عبيد.
فهما: يعني: العالم والأديب أنهما موقوفان عن الاكتساب وقوف فعل الأمر، مطرحان عندهم اطرح واو عمرو.
والاجتراح: الاكتساب، ومنه قوله تعالى:(ما جرحتم بالنهار) وقوله تعالى: (أم حسب الذين اجترحوا السيئات) ومنه سميت كلاب الصيد: جوارح. قال تعالى:(وما علمتم من الجوارح) ومنه جوارح الإنسان، وهي أعضاؤه التي يكتسب بها، قال الحطيئة:
ماذا تقول لأفراخ بذي مرخ ... حمر الحواصل لا ماء ولا شجر
ألقيت جارحهم في قعر مظلمة ... فاغفر، عليك سلام الله يا عمر
يقال لهذا الفعل: موقوف، ولا يقال له: مجزوم، لأنه لم يدخل عليه عامل فيجزمه، فلما خلى من المضارعة خلا من الإعراب، وأصل البناء للأفعال والحروف إلا ما ضارع الأسماء من الأفعال، فأعرب لمضارعته إياها.
وأما واو عمرو: فإنما زادها الكتاب فرقاً بين مشتبهين، بين عمرو وعمر، في حال الرفع والخفض، فإذا صاروا إلى النصب حذفوا الواو، لأن الاشتباه قد زال بانصراف عمرو وزيادة الألف منه التي جعلت عوضاً من التنوين.