للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قلما تفرقنا كأني ومالكاً ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

ومنها قوله:

وقالوا: أتبكي كل قبر رأيته ... لقبر ثوى بين اللوى فالدكادك

فقلت لهم: إن الأسى يبعث الأسى ... دعوني فهذا كله قبر مالك

الأسى الأول: جمع أسوة وهي التعزية، ومنه قوله تعالى: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة) .

والأسى الثاني: الحزن، وهو مصدر أسى يأسى: إذا حزن، ومنه قوله تعالى: (لكيلا تأسوا على ما فاتكم) .

وكان مالك بن نويرة ممن قتل في الردة، قتله خالد بن الوليد، وتزوج امرأته، وقتل من قومه مقتلة عظيمة، وبهذا السبب سخط عمر بن الخطاب على خالد بن الوليد.

ودخل متمم بن نويرة على أبي بكر، وهو يصلي بالناس، وكان متمم رجلاً ذميماً أعور، فاتكأ على سية قوسه ثم قال يرثي أخاه مالكاً:

نعم القتيل إذا الرياح تناوحت ... خلف الستور قتلت يا ابن الأزور

فقال أبو بكر: زد، فبكى متمم وانحط على سية قوسه حتى دمعت عينه العوراء، ثم قال:

لا يمسك العوراء تحت ثيابه ... حلو شمائله عفيف المئزر

ولنعم حشو الدرع كنت وخاسراً ... ولنعم مأوى الطارق المتنور

<<  <   >  >>