للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال آخر منهم:

وخبرتمونا أنما الأمر بيننا ... خلاف رسول الله يوم التشاجر

فهلا وزيراً واحداً تحسبونه ... إذا ما عددنا منكم ألف آمر

سقى الله سعداً يوم ذاك ولا سقى ... عراجلة هابت صدور البواتر

وقال آخر منهم أيضاً:

مالي أقاتل عن قوم إذا قدروا ... عدنا عدواً وكنا قبل أنصارا

ويل أمها أمة لو أن قائدها ... يتلو الكتاب ويخشى العار والنارا

أما قريش فلم نسمع بمثلهم ... غدراً وأقبح في الإسلام آثارا

ضلوا سوى عصبة حاطوا نبيهم ... بالعرف عرفاً وبالإنكار إنكارا

وقال آخر منهم أيضاً:

دعاها إلى حرماننا وجفائنا ... تذكر قتلي في القليب تكبكبوا

فإن يغضب الأبناء من قتل من مضى ... فوالله ما جئنا قبيحاً فتعتبوا

وكان المهاجرون والأنصار مجمعين على الشورى غير مختلفين في ذلك، يدل على ذلك قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في نهج البلاغة في كتاب كتبه إلى معاوية: إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان، على ما بايعوهم عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار، ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً، كان ذلك لله رضي، وإن خرج عن أمرهم خارج بطعن أو بدعة، ردوه إلى ما خرج منه، فإن أبى قاتلوه على ابتاعه غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى.

وقوله في الرسالة: وما فعلت حكماء الهند، في عبادة البد، واختيار العباد منهم

<<  <   >  >>