للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العجاب: أعظم من العجب، ومنه قوله تعالى: (إن هذا لشيء عجاب) .

وقوله: لقد جار في التجسيم عن الثكم، هشام بن الحكم، شبه صانع البرية، بالدرة المضية، ومثله بالخشام، هبلت أم هشام، له حد وأبعاض، وحيزٌ وأعراض، تحيط به الجهات الست، والخلف والإمام واليمين والشمال والفوق والتحت.

وفر من التشبيه ضرار، فلم ينجه الفرار، زعم أن ربه يدرك في المعاد بحاسة سادسة، بروية منه وفكرة حادسة، يا ضرار بن عمرو، لقد جئت من العجب بأمر، أي حاسة تعقل غير الخمس، من بصر وسمع وشم وذوق ولمس؟ وغير ضرار يجيز رؤية البصر، لما ولد في الكتاب والخبر، وعنده أن الجسم أعراض بالخلقة مؤلفة، وهي على هذا التأليف مضادة مختلفة، وعنده إثبات فعل واحد على الحقيقة من فاعلين، كجور من جائرين، وعدل من عادلين، وهو أول مبتدع لهذه المقالة، فهل له عند الله من عذر وإقالة؟ وإن صح ما روي عن المقاتلية، لقد عبدت صنماً كأصنام الجاهلية، زعمت أن معبودها كالآدمي من لحم ودم، يبطش بيد ويمشي على قدم.

أو صح قول البطيحة في التلذذ بعذاب النار، لقد سلك واردها سبيلاً من الرشد على منار.

يعني: هشام بن الحكم القطعي، وكان يقول: إن ربه كالدرة المضية تتلألأ من كل جوانبها.

وحكى عن أبي الهذيل أنه سأل هشام بن الحكم بمنى - بحضرة جماعة من المتكلمين، منهم عبد الله بن يزيد - فقال هذا الجبل - يومي إلى جبل هنالك - أعظم أم ربك.؟ فقال هشام: هذا الجبل!!

<<  <   >  >>