فهدمه، وقتل أهله، ودعا بالنضيرة فبات معرساً بها، فجعلت تتمامل على الفراش ساهرة؛ فقال لها سابور: ما لي أراك مسهدة؟ فقالت: جنبي يتجافى عن فراشك هذا!! فقال: ولم؟ فوالله ما نامت الملوك على أوطأ منه ولا ألين، وإن حشوه لزغب النعام!! فلما أصبح نظر فإذا ورقة آس بين عكنتين من عكنها، فتناولها، فسال موضعها دماً، فقال لها: بم كان أبواك يغذوانك؟ فقالت: بالزبد والمخ والشهد، وصفو الخمر!! فقال سابور: إذا لم تصلحي لأبويك، وكانت هذه حالك عندهما، فأنت أجدر ألا تصلحي لي، وما ينبغي لي أن آمنك، ولا أثق بك؛ فأمر بها فشدت ذوائبها بين فرسين ثم خلي عنهما فطعاها وقد ذكرت ذلك الشعراء، قال أبو دؤاد الأيادي.
ألم يحزنك والأنباء تنمي ... بما لاقت سراة بني العبيد