وقوله: قد دقوا بينهم عليها عطر منشم، وتجشم الصعب كل متجشم.
العرب تضرب المثل بعطر منشم في الشؤم، إذا تفاني الحيان في الحرب، فقيل: دقوا بينهم عطر منشم.
واختلف الناس في منشم ابنة الوحيد الخزاعية، وإنها كانت تطيب الفتيان في الحرب، وتدق أوعية الطيب بينهم، وكان من لمس من طيبها لم يرجع في يومه ذلك حتى يبلي ويرى أثره أو يقتل أو يحمل جريحاً.
وقال بعضهم: هي من غدانة وهي صاحبة يسار الكواعب، وكان عبداً لها يعشقها ويعرض لها فزجرته، فلم يزدجر، فقالت له يوماً: اصبر فإن للحرائر طيباً حتى أشمك منه، وأتت بموسى، ثم اتكأت على أنفه فاستوعبته فضرب المثل بعطر منشم.