١٩٠ - وَقَالَ ابن منصور: قلت لأبي عبد الله: " اشتكت النار إلى ربها حتى يضع قدمه فيها " فقال أَحْمَد: صحيح
١٩١ - وَقَالَ أَبُو بكر الأثرم: قلت لأبي عبد الله: حدث محدث وأنا عنده بحديث: " يضع الرب، عَزَّ وَجَلَّ، قدمه "، وعنده غلام فأقبل عَلَى الغلام، فقال: نعم إن لهذا تفسيرا، فقال أَبُو عبد الله: أنظر إليه كما تقول الجهمية سواء
١٩٢ - وَقَالَ فِي رواية حنبل: قَالَ النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يضع قدمه " نؤمن به ولا نرد عَلَى رسول الله، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فقد نص عَلَى الأخذ بظاهر ذَلِكَ لأنه ليس فِي حمله عَلَى ظاهره ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما تستحقه لأنا لا نثبت قدما جارحة ولا أبعاضا، بل نثبت ذَلِكَ قدما صفة كما أثبتنا يدين ووجها وسمعا وبصرا وذاتا، وجميع ذَلِكَ صفات، وكذلك القدم والرجل، ولأنا لا نصفه بالإنتقال والمماسة لجهنم، بل نطلق ذَلِكَ كما أطلقنا الاستواء عَلَى العرش والنظر إليه فِي الآخرة وقد احتج أَبُو بكر بن خزيمة فِي كتاب التوحيد عَلَى إثبات الرجل بقوله تَعَالَى:{أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا} وبقول أمية:
رجل وثور تحت رجل يمينه … والنسر للأخرى وليث مرصد
وإن رسول الله صدقه فقال: صدق أمية بن الصلت
وقد اعترض عليه بعضهم فِي هَذَا الدليل، وَقَالَ: لو كان التمسك بظاهر الآية صحيحا، لوجب القول بإثبات الأرجل والأيدي والأعين والآذان عَلَى وجه الجمع، لأن أرجل اسم جمع، وقد أجمع المسلمون عَلَى إنكار ذَلِكَ، وكذلك الأذان، قَالَ هَذَا القائل: فعلم أن الله تَعَالَى أراد به رد الكافرين عن عبادة الأصنام، وعرفهم أنكم تأنفون من عبادة من له رجل يمشي بها ويد يبطش بها وعين يبصر بها وأذن يسمع بها، فكيف تعبدون من ليس له شيء من ذَلِكَ