قيل: هَذَا غلط لأننا لا نطلق من ذَلِكَ إلا ورد به السمع، والسمع ورد بإطلاق ذَلِكَ فِي السماء وعلى العرش، ولم يرد فِي غير ذَلِكَ.
فإن قيل: قد ورد القرآن بذلك قَالَ تَعَالَى: {وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ} وَقَالَ تَعَالَى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ}.
قيل: فِي هَذِهِ الآيات ما دل عَلَى أنه ليس المراد به الذات، لأنه قَالَ: وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سورة الأنعام آية فأخبر أنه يعلم سرنا وجهرنا الواقعين فِي السموات والأرض، إذ هي محال السر والجهر، ولهذا لا يجوز الوقف عَلَى قوله: وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ وَفِي الأَرْضِ سورة الأنعام آية وإنما الوقف عَلَى قوله: وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ سورة الأنعام آية وكذلك قوله: مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلا هُوَ رَابِعُهُمْ سورة المجادلة آية معناه علمه بسرنا وجهرنا.
فإن قيل: فيجب أن تحمل قوله: وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ سورة الأنعام آية عَلَى العلم، كما حملت قوله: وَفِي الأَرْضِ سورة الأنعام آية عَلَى العلم.
قيل: الآية هكذا تقتضي أن المراد بها علمه ما فِي السموات وفي الأرض، ونحن لسنا نمنع أن يكون علمه ما فِي السموات وفي الأرض، لأن فِي الآية قرينة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute