للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قالوه لكان تقديره: وإلى عقوبة اللَّه المصير، وَلا يصح أَيْضًا حمل قوله: كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ سورة الأنعام آية بمعنى عَلَيْهِ، لأَنَّ ذلك لا ينفي إثبات النفس صفة لَهُ، فيحصل تقديره، كتب ربكم عَلَيْهِ ذي النفس لأَنَّ النفس صفة لَهُ، ومثل هَذَا قوله تَعَالَى: أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ سورة النساء آية والمراد به بعلمه وذاته، لأَنَّ علمه لا يختص بذلك، وَلا يصح أَيْضًا حمل قوله: وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ سورة المائدة آية عَلَى غيبك لأَنَّ ذلك يسقط فائدة التخصيص، لأَنَّهُ غير عالم بغيب غير اللَّه تَعَالَى، فعلم أن المراد به النفس الَّتِي هِيَ صفة، وكذلك لا يصح حمله لا أعلم مَا فِي ملكك، لأَنَّهُ غير عالم بما فِي ملك غير اللَّه من المخلوقين، فلا فائدة من تخصيصه بالله تَعَالَى، فعلم أن المراد به مَا ذكرنا.

وأما حملهم النفس عَلَى إخفاء الثواب فلا يصح، لأَنَّهُ لا فائدة فِي إخفاء الثواب، بل الفائدة فِي إظهاره لأَنَّهُ يحصل به الترغيب فِي الطاعات، والحث عليها، ولهذا عدد الجنة وأنهارها وثمارها، كل ذلك حثا عَلَى الترغيب فِي الطاعات، وقوله تَعَالَى: فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ سورة السجدة آية فإنه لَمْ يخف ذكر الثواب، أَلا ترى أَنَّهُ قَالَ تَعَالَى: مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ سورة السجدة آية فأثبت أن هناك مَا تقر به العين، وإنما أخفى تفصيل الثواب، وهكذا الجواب عَن قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا لا عين رأت وَلا أذن سمعت " معناه: لَمْ تر وتسمع بتفصيله، فأما جملته فقد أعلمنا به، وَلا يجوز إثبات روح

٤١٨ - وقد قَالَ أحمد فيما خرجه فِي الرد عَلَى الزنادقة فِي قوله: {وَرُوحٌ مِنْهُ} فَقَالَ: تفسير " روح اللَّه " إنما معناها أنها روح بكلمة اللَّه خلقها كَمَا يقال: عبد اللَّه،

<<  <  ج: ص:  >  >>