وهذا الاختلاف عنه ليس براجع إلى ليلة المعراج إنما هو راجع إلى رؤيته فِي المنام فِي غير تِلْكَ الليلة رآه بقلبه عَلَى ما نبينه فما بعد، وما رويناه عن ابن عباس أولى مما روي عن عائشة لأن قول ابن عباس يطابق قول النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لأن النبي، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أثبت رؤيته فِي تِلْكَ الليلة، ولأنه مثبت والمثبت أولى من النافي، ولا يجوز أن يثبت ابن عباس ذَلِكَ إلا عن توقيف إذ لا مجال للقياس فِي ذَلِكَ.
فإن قيل: قوله: رأيت ربي إنما هو بكسر الراء، وهو اسم كان لعثمان، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، رآه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِي النوم عَلَى تِلْكَ الصفات، أو يكون المراد التابع من الجن رآه عَلَى تِلْكَ الصفات.
قيل: لفظ الخبر يسقط هَذَا السؤال لأنه قَالَ له: " فيم يختصم الملأ الأعلى " وهذا لا يقوله أحد من البشر، ولأنه قَالَ:" فوضع يده بين كتفي فوجدت بردها بين ثديي " وليس أحد له هَذَا من المخلوقين
١٠١ - وقد حكى القاضي أَبُو علي، عن أَبِي بكر بن سُلَيْمَان النجاد رحمه الله أنه قَالَ: رأى محمدا ربه إحدى عشرة مرة منها بالسنة تسع مرات فِي ليلة المعراج حين كان يتردد بين موسى وبين الله، عَزَّ وَجَلَّ، يسأل أن يخفف عن أمته الصلاة فنقص خمسة وأربعين صلاة فِي تسع مقامات ومرتين بالكتاب.