للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فيرسل الأرنب من أظفاره ... ويتبع العير على أدباره

والكلب من رقته ترضيه ...

بلقمةٍ تقذفها في فيه

ويقول في الباب ذاته:

وباذل النّصح لمن لا يشكره ... كطارح في سبغ ما يبذره

لا خير للعاقل في ذي المنظر ... إن هو لم يحمده عند المخبر

وليس في الصديق ذكر الصفاء ... خير إذا لم يك ذا وفاء

الرجل العاقل من لا يسكره ... كأس سمو واقتدار يبطره

فالجبل الثابت في أصوله

... لا تقدر الريح على تحويله

والناقص العقل الذي لا رأي له ... يطغى إذا ما نال أدنى منزله

مثل الحشيش أيّما ريح جرت ... مالت به فأقبلت وأدبرت١

وبنظم أبان لهذا الكتاب، ولقيانه المكافأة الجزيلة من البرامكة، وبإقبال الناس عليه، أقبل غيره من الشعراء على نظم هذا الكتاب كذلك، والنّسج على منواله.

ومن هنا تدافع الشعراء ينظمون الشعر التعليمي في عدة أبواب من المعارف والعلوم والفنون، فاستخدموه في الصراع العقدي والمذهبي، وفي الحكمة والموعظة، وفي الفلك والنجوم، والسيرة والتاريخ، وفي اللهو والمجون والحب وأصوله وقوانينه! ...


(١) الأوراق ص٤٦ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>