للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

كذاك حتى أفقروا الخلافة ... وعودوها الرعب والمخافة

فتلك أطلال لهم قفارا ... ترى الشياطين بها نهارا

ويصور الشاعر الفظائع التي كانت تنصب على أفراد الأمة من مصادرات لأموالهم بعد انتهاك حرماتهم، فيقول:

أجرأ خلق الله ظلما فاحشا ... وأجور الناس عقابا بالوشى

يأخذ من هذا الشقي ضيعته ... وذا يريد ماله وحرمته

وويل من مات أبوه موسرا ... أليس هذا محكما مشهرا؟!

وطال في دار البلاء سجنه ... وقال: من يدري بأنك ابنه؟!

فقال جيراني ومن يعرفني ... فنتفوا سباله حتى فنى

وأسرفوا في لكمه ودفعه ... وخدرت أكفهم في صفعه

ولم يزل في أضيق الحبوس ... حتى رمى إليهم بالكيس

وتاجر ذي جوهر ومال ... كان من الله بحسن حال

قيل له عندك للسلطان ... ودائع غالية الأثمان

فقال: لا والله ما عندي له ... صغيرة من ذا ولا جليلة

وإنما أربحت في التجارة ... ولم أكن في المال ذا خسارة

فدخنوه بدخان التبن ... وأوقدوه بثفال اللبن

حتى إذا مل الحياة وضجر ... وقال ليت المال جمعا في سقر

أعطاهم ما طلبوا فأطلقا ... يستعمل المشي ويمشي العنقا١

ثم يأتي إلى تصوير عناية الخليفة المعتضد بالجيش واختياره جنوده، وقيامه بحركة تطهير واسعة في هذا الجيش ونبذ غير اللائقين منهم بكرامة الجندي:

واختار من جنوده كل بطل ... مجرب إن حضر الموت قتل

ثم نفى كل دخيل قد مرق ... إذا رأى السيف جرى من الفرق

حتى إذا صفى خيار الجند ... قال يا حرب اهزلي وجدي


١ إنها لصورة حية للشعوب التيب منيت بالحكم الاشتراكي والماركسي في العصر الحديث المجلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>