للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: المؤمن: هو الذي يَصْدُق عبادَه وعْدَه: فهو من الإيمان: التصديق، أو يؤمنهم في القيامة من عذابه، فهو من الأمان، والأمْن ضد الخوف١ ٠

. وقد ورد اسم (المؤمن) جل وعلا في القرآن الكريم مرة واحدة فقط٢. في قوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ ... } [الحشر آية ٢٣]

- وقد قيل في معنى (المؤمن) في هذه الآية: أنه سبحانه الذي يؤمن خلقه من ظلمه. المصدِّق الموقن: بمعنى أن الناس آمنوا بربهم فسماهم مؤمنين، وآمن الربّ الكريمُ لهم بإيمانهم. صدقهم٣.

- وقيل المؤمن: هو واهب الأمن٤.

- وقيل: المؤمن: فيه ستة أقوال:

ا- أنه- سبحانه- الذي أمن الناسُ ظلمَه، وأَمِنَ مَنْ آمَنَ به عذابَه. قاله ابن عباس ومقاتل.

٢- أنه المجير- قاله القرظي.

٣- أنه الذي يُصَدِّق المؤمنين إذا وحدوه- قاله ابن زيد.

٤- أنه الذي يصدِّق عباده وعدَه- قاله ابن قتيبة.

٥- أنه الذي وحَّد نفسه لقوله تعالى {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ} [آل عمران آية ١١٨]- قاله الزجاج.

٦- أنه الذي يُصدِّق ظُنون عباده المؤمنين ولا يُخيب آمالهم، كقول النبي صلى الله عليه وسلم "أنا عند حسن ظن عبدي بي" - حكاه الخطابي- وهذا الحديث جزء من حديث قدسي رواه كل من البخاري ومسلم في صحيحهما بتمامه ولفظه عند البخاري بتمامه عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يقول الله تعالى: أنا عند حسن ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإنْ ذكرني في ملإ ذكرته في ملأ خير منهم،


١النهاية لابن الأثير- الجزء الأول ص ٦٩.
٢المعجم المفهرس ص ٩٠.
٣جامع البيان عن تأويل آي القرآن- للطبري- جزء٢٨ ص ٥٤.
٤الكشاف- للزمخشري- جزء٤ ص ٨٧. وجامع البيان للِإيجي- جزء٢ ص ٣٥٠.