الحركة الكرائية أو القرائية التي أنشأها عنان بن داود في القرن الثامن الميلادي "وتسمَّى أيضًا BENEW MIKRA" أي: "شعب الكتاب المقدس"، أو BA'ALE MIKRA أي "الداعون إلى إيمان جديد"، لا تعرف عقائدها جيدًا، إلّا أنهم يتشددون في اتِّباع التوراة ويرفضون التلمود، وهم لم يطبعوا إلّا القليل من تراثهم، وقد انتشرت الدعوة الكرائية في العالم الإسلامي، لا سيما بلاد فارس. ولا يمكن القول متى انشقَّت هذه الحركة بالضبط عن الحركة الحاخامية "التلمودية"، ولكنها -كما تقدَّم- قامت بعد مائتي سنة من تأليف المشناه، أي: بعد ظهور الإسلام. ويعزي محرر دائرة المعارف اليهودية العامة أسباب ظهور هذه الحركة إلى عوامل ثلاثة هي: ١- ظهرت الخلافات بين اليهود بسبب التلمود الذي اعتبره بعضهم بدعة في الدين. ٢- تأثر اليهود الشرقيون بالنصر السياسي "المدهش" الذي أحرزه الإسلام في القرن السابع، والذي أقام أمبراطورية عالمية في بضع سنين. ٣- تأثير العقائد الروحية الإسلامية، والتقلبات السياسية، والصراع بين الكلاميين "المعتزلة" وغيرهم.