جاء نتيجة لزيادة أعمالنا، وثمرة لكثرة إنتاجنا نحن في هذا المجال، بمعنى أنَّ (حجم) عمل المُسْتَشْرِقِينَ بقي كما هو، لكن سبب ازدياد نشاطنا وجهودنا بدأ عملهم ضئيلاً وجهدهم قليلاً. نعم، كنا نتمنَّى أنْ نقول ذلك، ولكن هذا لا يستقيم، ولا يكون صحيحاً، بسبب ما هو واضح من مُجرَّد النظر إلى العدد الكلي في الفترات الزمنية الثلاث التي كانت موضع الدراسة، فالتفاوت بينها يسير.
ويمكن التعبير عن ذلك بالأرقام بصورة أكثر وضوحاً هكذا:
٦٠ كتاباً (متوسط العدد الكلي في السَنَةِ الواحدة من الفترة الأولى: ١٩٥٤ - ١٩٦٠ م).
٧٠ كتاباً (متوسط العدد الكلي في السَنَةِ الواحدة من الفترة الثانية: ١٩٦١ - ١٩٦٥ م).
٨٠ كتاباً (متوسط العدد الكلي في السَنَةِ الواحدة من الفترة الثالثة: ١٩٦٦ - ١٩٧٠ م).
ونسبة ما يخص المُسْتَشْرِقِينَ في كل سَنَةٍ من السنوات كالآتي:
٨،٢ كتاباً في السَنَةِ الواحدة من الفترة الأولى.
٣،٤ كتاباً في السَنَةِ الواحدة من الفترة الثانية.
٣،٦ كتاباً في السَنَةِ الواحدة من الفترة الثالثة.
وبذلك يتأكَّدُ تماماً انخفاض إنتاج المُسْتَشْرِقِينَ منذ سنة ١٩٦٠ م، كما يتَّضح أنَّ هناك زيادة في مُعدَّل إسهامنا، وإنجازنا - نحن المسلمين - في هذا المجال، إلاَّ أنها - كما أشرنا آنفاً - زيادة طفيفة، لا تتناسب مُطلقاً مع ازدياد عدد الجامعات والخرِّيجين، وعدد المؤسسات العلميَّة، ومراكز البحوث، والهيئات العاملة في مجال خدمة التراث، ولا مع مُعدَّل الثراء والرخاء، الذي حظي به العالم العربي، ولا مع هذه الصحوة الإسلامية الفكرية الرشيدة، التي يموج بها العالم الإسلامي اليوم.