للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حيث قال: «وأصيب نشاط لجنة " دائرة المعارف الإسلامية " بعد الحرب بشيء من الاضطراب، وقُضي على بعض أعضائها في ساحتها، ثم استأنفت من بعدُ نشاطها» (٨).

ويلفت نظرنا في عبارته، قوله «بعد الحرب» مِمَّا يؤكِّدُ ما قلناه من أنَّ فترة ما بعد الحرب كانت فترة شدَّة وجُهدٍ، لا تقلُّ عن فترة الحرب ذاتها.

كما يلفت النظر أيضاً قوله: «وقُضي على بعض أعضائها في ساحتها» فهذا يؤكِّدُ ما سنقوله من علاقة المُسْتَشْرِقِينَ بوزارات المستعمرات، وأنهم كانوا طلائع الغزو الاستعماري، وأنهم كانوا في قلب معارك بلادهم وحروبها.

٢ - ونستطيع أنْ نضيف عاملاً آخر، وتفسيراً آخر لنقص إنتاجهم، وهو أنَّ سنة ١٩٦٠ م هي السَنَةُ التي أعلنتها الأمم المتحدة سَنَةَ إنهاء الاستعمار (٩)، وبعدها اختفت النظم السياسية (وزارات المستعمرات) وكما هو مُقَرَّرٌ ومعروف للجميع، كانت هذه الوزارات هي الملجأ الأول الذي يعيش في كنفه الاستشراق، ويرعى حركته.

فلما زالت هذه الوزارات، أو ضعف شأنها، فقدت حركة الاستشراق أكبر مُعِينٍ لها، وتحوَّل من كان في كَنَفِهَا من المُسْتَشْرِقِينَ، إلى ما بقي من أوكار التبشير والاستخبارات، والمراكز الاستشارية ونحوها.

فكانت هذه الهزَّة سبباً - فيما نُقَدِّرُ - لهذا الانخفاض الواضح في إسهامات المُسْتَشْرِقِينَ.

٣ - كم كُنَّا نتمنَّى أنْ نقول: إنَّ انخفاض نسبة أعمال المُسْتَشْرِقِينَ هذا


(٨) " الاستشراق والمستشرقون ": ص ١١٠٨.
(٩) انظر حقائق أساسية عن الأمم المتحدة ص ١٧٣ أصدرته إدارة الإعلام العام بالأمم المتحدة - طبع بمطابع الشعب بالقاهرة سنة ١٩٨٠.

<<  <   >  >>