للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

" حصوننا مهدَّدةٌ من داخلها " (١٧)، وهي أنَّ مندوب مؤسسة روكفلر (١٨) الأمريكية كان يزور الجامعة السورية بدمشق، وقد تلكَّأ هذا المندوب ولاذ بمختلف المعاذير، حين أعربت له الجامعة عن حاجتها إلى بعض المخابر والأجهزة العلمية، ولكنه لم يلبث أن ظهر البشاشة، ولم يتردَّدْ في قطع الوعود بالمساعدة حين انتقل الحديث إلى إنشاء معهد لدراسة التصوف الإسلامي».

ففي تلك الأمثلة ما يشهد بأي اتجاه يريدونه لنا، فحين تعلق الأمر بالمخابر والأجهزة العلمية التي تنقلنا إلى العل وتنتج لنا منجزات العصر، كان التلكؤ والاعتذار، وحين كان الأمر متعلقاً بالتصوف كانت الاستعدادات جاهزة، والمنح مبذولة، والإمكانات متاحة، حيث ينقلنا ذلك الفكر إلى المتاهات، والخلافات، ونظل نمضغ أشياء لا تسمن ولا تغني من جوع.

وقد عَبَّرَ عن ذلك أصد تعبير في أوجز لفظ أستاذنا الدكتور محمود قاسم: «لقد نقلنا المُسْتَشْرِقُونَ إلى أرسطو على حين نقلوا أنفسهم وقومهم إلى مناهج المسلمين وعلومهم» (١٩).

ألف ليلة:

وإذا لم يكف كلُّ ما قدمناه من أدلة على اتجاه النشر عندهم، وأنهم يوجهونه إلى معرفتنا ثم إلى تمزيقنا وتدميرنا.

إذا لم يكف كلُّ ما قدمناه من أدلة على اتجاه النشر عندهم، وأنهم يوجِّهُونه إلى معرفتنا ثم إلى تمزيقنا وتدميرنا.

إذا لم يكف ذلك، فهل أتاك نبأ «ألف ليلة وليلة»؟؟ تلك القصص الخرافية التي رَوَّجُوهَا فينا، حتى فشت منها فاشية في كل أنحاء العالم الإسلامي، ومن يتتبَّع طبعاتها المتوالية، ويتتبَّع الدراسات والبحوث التي أجريت بشأنها، يُدرك أنهم جعلوها لنا زاداً واتَّخذوها - هم - مصدر الدراسات للمجتمع الإسلامي في عصوره الناهضة الواعدة، فجعلوا ما في هذه الأقاصيص من خرافات هي الصورة الحقيقية للمجتمعات الإسلامية.


(١٧) انظر: ص ١٤٤.
(١٨) معلوم أنها مؤسسة تزعم أنها تقدم مساعدات ومعونات لتنمية الدول المُتَخَلِّفَةِ.
(١٩) أنور الجندي: " المؤامرة على الإسلام ": ص ٢٠٩.

<<  <   >  >>