الله صلى الله عليه وسلم وتناوشه في الليل والنهار، في المنام واليقظة، فلا يستطيع لها دفعا ... وهو يريد ويعمد الى البحث عن أدلة قاطعة لتبرير وتسويغ ما جرى، ولتبرئة أم المؤمنين رضي الله عنها ... لقد كانت الأثقال النفسية على رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبا فادحا لا يمكن تصور جنايته وجريرته وجرمه.
استشار النبي صلى الله عليه وسلم أخلص الناس وأحبهم إليه أسامة بن زيد «١» حبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أسامة: يا رسول الله، أهلك، ولا نعلم منها إلا خيرا، وهذا الكذب والباطل ...
وسأل ابن عمه عليا بن أبي طالب رضي الله عنه قال له: يا رسول الله، النساء غيرها كثير، وإنك لقادر أن تستخلف، وسل الجارية تصدقك ...
سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم بريرة الجارية فلم تقل عن عائشة إلا خيرا ...
أخذت الهموم من رسول الله صلى الله عليه وسلم كل مأخذ، لم يستطع لها دفعا، ولا منها فكاكا، ولا عنها مزايلة ...
ثم أخذ طريقه إلى بيت أبي بكر رضي الله عنه ... ثم اقترب من عائشة ... وطلب منها إن كانت اقترفت ذنبا أن تتوب إلى الله ... وكأن السماء
(١) صحابي جليل ذلكم هو أسامة بن زيد، ولد بمكة ونشأ على الإسلام كأبيه زيد بن حارثة، وكان رسول الله صلى الله عليه يحبه حبا جما، ومات بالجرف سنة أربع وخمسين في آخر خلافة معاوية، روى مائة وثمانية وعشرين حديثا (١٢٨) . راجع تهذيب ابن عساكر (٢/ ٣٩١) - (٢/ ٢٩٩) والإصابة (١/ ٢٩) .