وهذه النعوت الطيبة والخلال المحمودة، والخصال الممدوحة ذكرها الطبري في تاريخه المشهور، وابن حجر في الإصابة، وابن عبد البر في الاستيعاب.
وكما اختلف في تاريخ حوادث حياتها ابتداء من نسبها لأمها وغيره كذلك كان الاختلاف في وفاتها، حيث قيل فيها الكثير ولعل الراجح أنها ماتت- رضي الله عنها وأرضاها- في الثلاثين من عمرها، كما هو المنقول والمأثور عن ابن حجر في الإصابة وعن الواقدي.
لقد مرت هذه الشعلة المضيئة سريعا، وانطفأ شهابها الثاقب، وألوت وجهها عن الدنيا، وأشاحت عنها في لمحة خاطفة، فكان عمرها قصيرا كعمر الزهور وكما عاشت رقيقة الطبيعة، مرهفة الشعور، ذهبت كذلك.
لم تدركها حيرة، ولا نالت منها غيرة، فكانت زاهدة إلا في حظها من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أسلمت الروح إلى بارئها راضية مرضية في هدوء وصمت فصلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم ودفنها بالبقيع فكانت أولى من دفن فيه من أمهات المؤمنين بعد خديجة المدفونة بالحجون في مكة وسلام عليهن جميعا في الخالدين.