للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذا الذي يحدده جودة المحقق، فإن كان المحقق يستطيع أن يوازن بين الطبعات السابقة، ويفاضل بينها وبين النسخ المخطوطة، ويعتمد على أصحها كان كلامه دقيقاً، وإلا فكم من محقق قال: طبع على أصح الطبعات أو قوبل على أفضل النسخ، أو ضبط وتحقيق فيظهر الأمر خلاف ذلك، ونجد في مرجوحه مما يضعه في الحاشية، ما هو الراجح، وهذا كثير، على سبيل المثال يوجد من كبار من يشار إليهم بالبنان من المحققين تجده يضع في الحاشية "في الأصل كذا، والذي أثبتته هو الصحيح" والأصل هو الصحيح، وهذا مر بنا ومر بغيرنا، على كل حال هذه أمور نسبية، والعصمة من الخطأ لا تتصور من أي شخص كان.

المقدم: هل يمكن أن يقول: أنا أعرف هذا من خلال تعامل الحاسوب أعرف أن هذا القرص اعتمد على نسخة أصلية، وبالتالي أطمئن، يمكن هذا يا دكتور؟

هذه المعرفة وهذه الخبرة وهذه الدراية كغيرها من العلوم، قد تدرك دراية فلان بالاستفاضة، استفاض بين الأوساط العلمية، وبين العلماء، وبين طلاب العلم أن هذا محقق مجود، وهذا درجته أقل، وهذا لا يحسن التحقيق، يعني كغيرها من العلوم، بالاستفاضة يعرف هذا.

المقدم: لكن بالنسبة للأقراص -يا شيخ- في الحاسب الآلي، يقول: الآن بعض الحاسب يقول: رجعنا إلى الكتاب الفلاني، هل يقول: أطمئن للحاسب لرجوعه إلى نسخة معينة؟

الغالب أن من يتعامل مع الحاسب، درجته في التحصيل أقل من أهل العلم الذين لديهم الخبرة الكافية، درجته أقل؛ لكنهم في الآونة الأخيرة أخذوا يستشيرون ويسألون عن الطبعات، ويتصلون باستمرار، ما أفضل طبعة لتفسير ابن كثير؟ ما أفضل طبعة لفتح الباري؟ ما أفضل طبعة لكتاب المغني؟ وهكذا، فبهذا يثق الناس إلى حد ما بمن يستشير، أما من لا يستشير فالغالب أن من يحسن الصنائع هذه، والتقنيات في الغالب أنه مقصر في الجانب الآخر؛ لأن الجمع بين كل شيء لا يمكن.

المقدم: يسأل -أحسن الله إليك- عن طبعة مقابلة على النسخة السلطانية لصحيح البخاري بعناية أبي صهيب الكرمي، يسأل عن مدى صحة التعامل معها؟

<<  <  ج: ص:  >  >>