فعلم السنة النبوية من أهم ما ينبغي أن يعنى به طالب العلم؛ لأنها هي المبينة للقرآن المفسرة له، فلتكن همة طالب العلم مصروفة لحفظ ما صح عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وفهمه بمطالعة ما اعتمد عند أهل العلم من شروح، وإلا فالشروح لا يمكن الإحاطة بها، أخذنا على سبيل المثال صحيح الإمام البخاري، شروحه بالمئات، فبما يعتني طالب العلم من هذه الشروح؟ وهل يغني بعضها عن بعض؟ قديماً قيل:"لا يخلو كتاب من فائدة" فإذا أمكن لطالب العلم أن يجمع أكبر قدر ممكن من هذه الشروح لتكون مراجع له عند الإعواز والحاجة، فهذا هو المطلوب، لكن قد لا يتيسر ذلك لضعف القدرة المادية مثلاً، أو ضيق المكان، أو غير ذلك من الظروف التي تضطر بعض طلاب العلم على عدم استكمال ما ينبغي استكماله من الشروح، فضلاً عن الإحاطة بجميع ما دون في هذا الباب، فلا شك أن هذه الكتب إذا أردنا الاستغناء التام ببعضها عن بعض يمكن أن نقول: لا يمكن الاستغناء التام ببعضها عن بعض، بدليل أنه لا يمكن أن تستغني عن فتح الباري مثلاً أو غيره من شروح الصحيح، ولا يمكن أن تستغني عن عمدة القارئ عن غيره من الشروح، وهكذا ..