للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أيضاً بالنسبة للسنة حفظ الناس السنة -ولله الحمد- يوجد شباب يحفظون الكتب الستة على طريقتهم، يعني على اصطلاحهم، وإن كان قولهم الكتب الستة فيه تجوز؛ لأنهم لا يحفظون التكرار، ولا يحفظون الأسانيد، ولا يحفظون .. ، لكن خيراً عظيم هذا، خير عظيم هذا.

المقصود أن الكتب في البداية أو السنة في البداية دونت على قدر الحاجة والحفظ موجود، ثم لما اشتدت الحاجة إلى الحفظ اضطر المسلمون لتدوين السنة التدوين الرسمي، بأمر من الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز، فقام الإمام محمد بن مسلم بن شهاب الزهري بالتدوين، بأمر من الخليفة الراشد في رأس المائة الثانية، ووجدت المصنفات، وهي مجرد جمع بالأسانيد، وبعد ذلكم وجدت موطآت ومصنفات، ومسانيد، وجوامع، وسنن، ومعاجم، ومشيخات، وفوائد، وأجزاء، وغير ذلك من فنون السنة، فالموطآت وهي إلى حد ما شبيهة بالسنن، فعندنا الموطآت والمصنفات والسنن، هذه متقاربة، هذه متقاربة جداً؛ لأنها يجمع فيها، أو الغالب عليها أحاديث الأحكام، لكن تفترق المصنفات عن السنن أن السنن عنايتها بالمرفوع إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- والمصنفات تجمع إلى ذلك الآثار الموقوفة والمقاطيع وغيرها، بل آراء المصنفين كالموطأ.

موطأ الإمام مالك هو من أشهر الموطآت، والموطأ كتاب عظيم، صنفه نجم السنن الإمام مالك بن أنس، ووطأه ومهده ويسره للمتعلمين، وعني به فروي بروايات كثيرة، له أكثر من ست عشر رواية، قد تبلغ العشرين رواية، أيش معنى روايات؟

الآخذون عن الإمام مالك كل له طريقته في التدوين، وفي الزيادة والنقص حسب ما يتيسر له مما يقرؤه على الإمام؛ لأن الإمام مالك -رحمه الله تعالى- ليس من عادته أن يقرأ على الطالب كبقية أهل العلم، بل يعرض عليه العلم عرضاً، وينكر أشد النكير على من يطلب من الإمام مالك أن يحدثه، ويقول: يكفيك العرض في القرآن، ولا يكفيك في السنة؟

<<  <  ج: ص:  >  >>