سنن أبي داود: وهو كتاب نفيس يبيه أهل العلم وخدموه، وشرطه في الجملة مقبول، والضعيف فيه أقل مما في جامع الترمذي، ومما في سنن النسائي وابن ماجه، ولذا استحق أن يكون ثالث الكتب، ثالث الكتب، إنما قدمنا الكلام على جامع الترمذي لأنه جامع، يناسب الكلام مع الجوامع.
سنن أبي داود السجستاني: كتاب جمع فيه مؤلفه أحاديث الأحكام أربعة آلاف وثمانمائة حديث، من بين ستمائة ألف حديث انتقاه، وتحرى فيه، ويقول في وصفه: إنه ذكر فيه الصحيح وما يشبهه ويقاربه، وما سكت عنه فهو صالح، والخلاف في معنى كلمة صالح بين أهل العلم معروف، هل الصلاحية للاحتجاج، أو لما هو أعم من ذلك من الاستشهاد؟ والكلام في المسألة مبسوط في كتب علوم الحديث.
شرح شروحاً كثيرة منها: للمتقدمين معالم السنن لأبي سليمان الخطابي، وهو كتاب قيم على اختصاره، وهناك تهذيب سنن أبي داود لابن القيم، وهو كتاب من أنفس الكتب في بيان علل الأحاديث، في بيان علل الأحاديث.
وهناك أيضاً عون المعبود في شرح سنن أبي داود، وهناك أيضاً: بذل المجهود، وهو شرح لسنن أبي داود أيضاً، وهناك المنهل العذب المورود، لمحمود خطاب السبكي، شرح مرتب منظم حذا فيه حذو العيني في ترتيب عمدة القاري، إلا أنه لم يتمه، أتمه ولده من بعده ولمَّا يكمل الآن، إلى الآن ما كمل.
ثم بعد ذلكم سنن النسائي أبي عبد الرحمن: كتاب نفيس نافع ميزته في بيان علل الأحاديث، واختلاف الرواة في التراجم، اختلاف الرواة على فلان، واختلاف كذا، كتاب تكمن أهميته في هذا الجانب، لكن العناية به من أهل العلم أقل من العناية في بقية الكتب، حتى سنن ابن ماجه أكثر عناية من سنن النسائي؛ والسبب في ذلك صعوبة التعامل مع هذه العلل، إن تكلم الشارح عليها قد لا يحسن الكلام، وإن تركها أخل بأمر عظيم، على أنه تصدى لشرحه بعض الشراح على اختصار، هناك حاشية للسندي وأخرى للسيوطي، وشرح من قبل الشيخ محمد علي آدم، أثيوبي معاصر بما يقرب .. ، شرحه بما يقرب من أربعين مجلداً، نعم؟