في شوق إلى أن أراه، فبينا أنا أطوف إذ قال لي المسيب: أليس كنت تسأل عن ابن أبي ذئب؟
فقلت: بلى، فقال: هو ذا، هو يطوف، فأتيته.
فقلت: السلام عليكم ورحمة الله، وناولته يدي، فبرق عينيه في وجهي وقال: من أنت؟ فلقد أخذت يدي أخذ جبار.
قلت: أو ما تعرفني؟
قال: لا.
قلت: أنا أبو جعفر المنصور.
قال: فجذب يده من يدي وقال: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} .
قال: قلت: يا أمير المؤمنين، ما صنعت به؟
قال: ما عسيت أن أفعل برجلٍ الله في قلبه عظيم.
أخبرنا أبي، أخبرني عبد الله بن مسلم، عن أحمد بن يحيى عن محمد بن إدريس الشافعي قال: قدم أبو جعفر المنصور المدينة حاجاً فأتته الوفود من كل بلد يشكون إليه الأمراء، فأتاه أهل اليمن يشكون معن بن زائدة، وأتاه بنو أبي عمرو الغفاري من أهل المدينة يشكون أميرهم الحسن بن زيد، فقال وفد اليمن لأبي جعفر