وقال الله تعالى:{فروح وريحان} فمن قرأ بالضم أراد فرحمة ورزق وقال فبقاء ورزق.
والروح: النفخ سمي روحاً لأنه ريح يخرج عن الروح.
فأي شيء جعلت الروح من هذه التأويلات؟
فإذا نفخت: لا يحتمل إلا معنى واحداً قال ذو الرمة وذكر ناراً قدمها:
وقلت له ارفعها إليت وأحيها ... بروحك واقتته لها قيتةً قدرا
يقول أحيي النار بنفخك.
فنحن نؤمن بالنفخ وبالروح ولا نقول كيف. ذلك لأن الواجب علينا أن ننتهي في صفات الله حيث انتهى في صفته أو حيث انتهى رسوله صلى الله عليه وسلم ولا نزيل اللفظ عما تعرفه العرب وتضعه عليه ونمسك عما سوى ذلك.
[الرد على نفاة النظر لوجه الله يوم القيامة]
وقالوا في قوله:{وجوهٌ يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة} أي منتظرة والعرب تقول نظرتك وانتظرتك بمعنى واحد ومنه قول الله: {انظرونا نقتبس من نوركم} أي انتظرونا.
وقال الحطيئة:
وقد نظرتكم إيناء صادرة ... للخمس طال بها حوزي وتنساسي
أي انتظرتكم.
وما ننكر أن نظرت قد يكون بمعنى انتظرت وأن الناظر قد يكون بمعنى