للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسمع منه ومن حجاج بن المأموني وأبي القاسم ابن الباجي وسمع من أبي علي ابن سكرة الصدفي أخيراً عند اجتيازه بنا؛ وكانت الدراية والفهم أغلب عليه من الرواية والحفظ، لم يعتن بضبط الكتب وتقييدها. وأخذ الأدب عن شيخنا أبي علي النحوي وغيره، وقرأ على أبي القاسم الخطيب الأصول وذاكر بها أبا بكر المرادي وأبا الحسن الصقلي وغيرهم.

وكان من أهل الفهم والنباهة والنظر والتفنن والمشاركة في ضروب العلم، ناظرنا عنده في المدونة والموطأ وأصول الفقه والدين، وكان يحضر مجلسه الأكابر من شيوخنا وأصحابه لكثرة فائدته وكان يلازمه شيخنا أبو إسحاق ابن الفاسي وأبو محمد ابن شبونة وأبو القاسم ابن العجوز وغيرهم، وكان أبو إسحاق ابن الفاسي يفضله كثيراً وكان ابن سهل يعجب في شبيبته من نبله وذكائه.

ولي قضاء بلدنا بعد خمسمائة ثم نقل إلى حضرة السلطان فتمكن منه وجل مقداره ثم أنكر من حاله شيئاً فاستعفى فعوفي سنة عشر ثم قلد قضاء سبتة ثانية أول سنة اثنتي عشرة فوليها إلى أن توفي في شعبان سنة ثلاث عشرة، مولده سنة ثمان وخمسين وأربعمائة وكان حميد السيرة حسن العشرة.

٥٩- عبد الله بن محمد بن عبد الله بن محمد النفزي: الخطيب أبو محمد سمع أبا محمد حجاج بن قاسم المأموني وعبد الجبار بن أبي قحافة ولقي

<<  <   >  >>