للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نَهَبْتِ سُوَيْدَاءَ الْقُلُوبِ بنظرةٍ ... فَقَسَّمْتِهَا بَيْنَ الْمُقَبَّلِ وَالْخَدِّ

وَدَخَلَ يَوْمًا شَيْخُنَا هَذَا أَبُو الْفَوَارِسِ سَعْدُ بْنُ محمدٍ عَلَى الْوَزِيرِ عَلِيِّ بْنِ طَرَّادٍ الزَّيْنَبِيِّ، فَقَالَ: يَا عَلِيَّ بْنَ طَرَّادٍ، يَا رَفِيعَ الْعِمَادِ يَا أَخَا الأَجْوَادِ، انْغَصَّ الْمَجْلِسُ، فَأَيْنَ أَجْلِسُ؟ فَقَالَ الْوَزِيرُ: مَكَانَكَ، فَقَالَ: أَعَلَى قَدْرِي أَمْ عَلَى قَدْرِكَ؟ فَقَالَ: لا عَلَى قَدْرِي وَلا عَلَى قَدْرِكَ، وَلَكِنْ عَلَى قَدْرِ الْوَقْتِ.

وَمِمَّا قَالَهُ فِي دَوَاةِ الْوَزِيرِ علي بن طراد، و [كانت] مُؤَلَّفَةً مِنْ بلورٍ ومرجانٍ:

صِيغَتْ دَوَاتُكَ مِنْ يَوْمِكَ، فَاشْتَبَهَتْ ... عَلَى الْعُيُونِ ببلورٍ وَمَرْجَانِ

فَيَوْمُ صَفْوِكَ مبيضٌ بِصَفْوِ نَدًى ... وَيَوْمُ حَرْبِكَ قانٍ بِالدَّمِ الْقَانِي

وَسُئِلَ عَنْ مَوْلِدِهِ، فَقَالَ: أَنَا أَعِيشُ جُزَافًا.

وَكَانَ مِنَ الشُّعَرَاءِ الْمُجِيدِينَ، وَقَدْ مَدَحَ الْمُسْتَرْشِدَ بَعْدَ عَوْدِهِ مِنْ [سِنْدِ] دُبَيْسٍ وَمُفَارَقَتِهِ إِيَّاهُ دَخَلَ بَغْدَادَ، وَمَدَحَ الْمُسْتَرْشِدَ بقصيدةٍ يَقُولُ فِيهَا:

نَزَعْتُ رِكَابِي مِنْ دُبَيْسِ بْنِ مَزْيَدٍ ... وَجَاوَرْتُ فِي الزَّوْرَاءِ خَيْرَ إِمَامِ

<<  <   >  >>