[مواعظ يحيى بن زكريا صلى الله عليه وسلم وفضائله وذكر مقتله]
٩٥ - حدثنا أبو عبيد قال حدثنا عفان قال حدثنا موسى بن خلف قال حدثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن جده ممطور عن الحارث ⦗١٦٧⦘ الأشعري أن نبي الله صلى الله عليه قال:
إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فكاد يبطئ فقال له عيسى صلى الله عليه إنك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن وأن تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تبلغهم وإما أن أبلغهم فقال يا أخي إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعدوا على الشرف فحمد الله وأثنى عليه ثم قال
إن الله أمرني بخمس كلمات أن تعملوا بهن أولهن أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا فإن مثل ذلك مثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بورق أو ذهب فقال هذه داري وهذا عملي فاعمل وأد إلي عملك فجعل يعمل ويؤدي عمله إلى غير سيده فأيكم يسره أن يكون عبده كذلك؟.
⦗١٦٨⦘ وإن الله خلقكم ورزقكم فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأمركم بالصلاة فإن الله ينصب وجهه لعبده ما لم يلتفت فإذا صليتم فلا تلتفوا وأمركم بالصيام فإن مثل الصيام مثل من معه صرر من مسك في عصابة كلهم يحب أن يجد ريح المسك وأمركم بالصدقة فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فشدوا يديه إلى عنقه فقال هل لكم أن أفتدي نفسي فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثير حتى فدى نفسه وأمركم بذكر الله كثيرا فإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله.
قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا آمركم بخمس أمرني الله بهن بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله وإنه من خرج عن الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع (١) ومن دعا بدعوى جاهلية فهو من جثى جهنم قالوا يا رسول الله وإن صام وصلى فقال وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم فادعوا المسلمين بما سماهم الله المسلمين المؤمنين عباد الله
(١) في المخطوطة: يراجع. وما أثبتناه عن المعجم الكبير للطبراني. وفي الفتح الرباني في الموضعين: إلى أن يرجع.