باب ذكر أن الحائط القبلي بناء هود النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
٦٢- أخبرنا عبد الرحمن بن عمر حدثنا الحسن بن حبيب حدثنا أحمد بن المعلى حدثنا أبو التقي الحمصي حدثنا الوليد بن مسلم قال لما أمر الوليد بن عبد الملك ببناء مسجد دمشق كان سليمان بن عبد الملك هو القيم عليه مع الصناع فوجدوا في حائط المسجد القبلي لوح من حجر فيه كتاب نقش فأتوا به الوليد بن عبد الملك فبعث به إلى الروم فلم يستخرجوه ثم بعث به إلى العبرانيين فلم يستخرجوه ثم بعث به إلى من كان بدمشق من بقية الأشبان فلم يقدر أحد على أن يستخرجه فدلوه على وهب بن منبه فبعث إليه فلما قدم عليه أخبروه بموضع ذلك الحجر الذي وجدوه في ذلك الحائط ويقال إن ذلك الحائط من بناء هود ⦗٣٥⦘ النبي عليه السلام وفيه قبره فلما نظر وهب حرك رأسه ثم قرأه فإذا هو:
بسم الله الرحمن الرحيم , ابن آدم لو رأيت يسير ما بقي من أجلك لزهدت في طويل ما ترجو من أملك وإنما تلقى ندمك لو قد زلت بك قدمك وأسلمك أهلك وحشمك وانصرف عنك الحبيب وودعك القريب ثم صرت تدعى فلا تجيب فلا أنت إلى أهلك عائد ولا في عملك زائد فاعمل لنفسك قبل يوم القيامة وقبل الحسرة والندامة وقبل أن يخل بك أجلك وينتزع ملك الموت روحك من بدنك فلا ينفعك مال جمعته ولا ولد ولدته ولا أخ اتخذته ثم تصير إلى برزخ المثوى ومجاورة الموتى فاغتنم الحياة قبل الموت والقوة قبل الضعف والصحة قبل السقم قبل أن تؤخذ بالكظم ويحال بينك وبين العمل وكتب في زمن سليمان بن داود عليهما السلام.