قال هشام بن عمار: وسمعت من يذكر عن كعب أنه قال إن إلياس اختفى من ملك قومه في الغار الذي تحت الدم عشر سنين حتى أهلك الله الملك ووليهم غيره فأتاه إلياس فعرض عليه الإسلام فأسلم وأسلم من قومه خلق عظيم غير عشرة آلاف منهم فأمر بهم فقتلهم عن آخرهم. قال هشام وسمعت من يرفع الحديث إلى وهب بن منبه أنه قال: سَمِعتُ ابن عباس يَقُولُ سَمِعْتُ رسُول اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم يقول اجتمع الكفار يتشاورون في أمري فقال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم يا ليتني بالغوطة بمدينة يقال لها دمشق حتى آتي الموضع مستغاث الأنبياء حيث قتل ابن آدم أخاه فأسأل الله أن يهلك قومي فإنهم ظالمون , فأتاه جبريل فقال يا محمد ائت بعض جبال مكة فأو إلى بعض غاراتها فإنها معقلك من قومك قال فخرج النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيه وسَلَّم ⦗٦٦⦘ وأبو بكر رضي الله عنه حتى أتيا الجبل فوجدا غارا كثير الدواب فجعل أبو بكر رضي الله عنه يمزق رداءه ويسد الثغور والثقب والنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللهم لا تنساها لأبي بكر وذكر الحديث بطوله. وعن مكحول، عَن ابن عباس رضي الله عنهما قال موضع ابن آدم في جبل قاسيون موضع شريف كان يحيى بن زكريا وأمه فيه أربعين عاما وصلى فيه عيسى بن مريم والحواريون فلو كنت أتيته لسألت الله أن يغفر لعبده ابن عباس يوم يحشر البشر فمن أتى ذلك الموضع فلا يقصر عن الصلاة والدعاء فيه فإنه موضع الحوائج ومن أراد أن يرى {وَآوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ ومعين} فليأت النيرب الأعلى بين النهرين وليصعد إلى الغار في جبل قاسيون فليصل فيه فإنه بيت عيسى وأمه عليهما السلام وهو كان معقلهم من اليهود ومن أراد أن النظر إلى إرم فلينظر نهرا في حصن دمشق يقال له بردا ومن أراد أن ينظر المقبرة التي فيها مريم بنت عمران والحواريون فليأت مقبرة الفراديس.