٣٥٩- أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبال المصري المحدث بقراءتي عليه في مسجد بمهرة من فسطاط مصر قلت ⦗٩٢٧⦘ له: أخبركم أبو الحسن أحمد بن عبد العزيز بن أحمد بن حامد بن محمود بن ثرثال بن مشرفة بن غياث بن منيح بن طحن البغدادي قراءة عليه وأنت تسمع في يوم الجمعة لسبع خلون من المحرم من سنة سبع وأربعمائة قال حدثنا الحسين بن إسماعيل المحاملي وهو أبو عبد الله القاضي إملاء في يوم الخميس في داره ببغداد سنة ست وعشرين وثلاثمائة في جمادى الآخرة قال حدثنا خلاد بن أسلم قال أخبرنا النضر بن شميل قال أخبرنا عبد الملك بن قدامة قال سمعت عبد الله بن دينار يقول سمعت عبد الله بن عمر يقول: إن نفرا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا ⦗٩٢٨⦘ فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أشياء من أمورهم. فخرجوا حتى إذا كانوا بعقبة منى ذكروا شرابا لهم فقالوا: نسينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شراب لنا ببلادنا لا يصلح لنا غيره. قالوا: فرجع رجل منهم فانتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن أصحابي نسوا يسألونك عن شراب لهم ببلادهم لا يصلح لهم غيره وإن أرضنا أرض باردة وإن أرضنا أرض محمة وإنا قوم نحرث فلا نقوى على أعملانا إلا به. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيسكر؟ " قال: نعم، قال:" كل مسكر حرام ". قال: فاكتفى الرجل بما قال، قال: فرجع فأخبرهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: إنا لا نراك أخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يدخل علينا من الرفق. قال: فرجعوا بأجمعهم حتى انتهوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا رسول الله إنا نسينا أن نسألك عن شراب لنا ببلادنا لا يصلح لنا غيره وإن أرضنا أرض باردة وإن أرضنا محمة.
قال:" ما هو؟ " قالوا: المزر، قال:" أيسكر؟ "، قالوا: نعم، قال:" كل مسكر حرام إن على الله حتما: أن لا يشربها أحد في الدنيا إلا سقاه الله يوم القيامة من طينة الخبال وهل تدري ما طينة الخبال؟ قال: عرق أهل النار ".
⦗٩٢٩⦘ قال الحبال رحمه الله: أبو الحسن ابن ثرثال أكبر شيخ رأيناه وأسنده ولد سنة سبع عشرة وثلاثمائة ومات سنة ثمان وأربعمائة ولم يحدثنا عن شيوخه غيره. سمع منه جماعة من أكابر شيوخنا منهم أبو محمد بن النحاس وأبو محمد عبد الغني الحافظ وغيرهما ومات طائفة ممن سمع منه قبل مولدي وكان ثقة رحمه الله ولم أرزق من حديث خلاد بن أسلم عاليا غير هذا الحديث ومات سنة تسع وأربعين ومائتين وولد المحاملي في المحرم من سنة خمس وثلاثين ومائتين ومات يوم الأربعاء ودفن يوم الخميس لثمان ليال بقين من شهر ربيع الآخر من سنة ثلاثين وثلاثمائة.