للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢١- وأخبرنا أبو الفضل إسماعيل بن علي بن إبراهيم قراءة عليه أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور العشابي الفقيه المالكي أنا أحمد بن عبد الواحد أنا جدي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان قال: قرئ على أبي بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل وأنا أسمع نا أبو يوسف الزهري من ولد عبد الرحمن بن عوف ثنا الزبير بن بكار قال يروى عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: أرسل عمر رضي الله عنه إلى الحطيئة الشاعر وأنا عنده وقد كلمه عمرو بن العاص وغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخرجه من السجن فقال:

ماذا تقول لأفراخ بذي أمج ... زغب الحواصل لا ماء ولا شجر

⦗٣٣٠⦘

ألقيت كاسبهم في قعر مظلمة ... فاغفر هداك مليك الناس يا عمر

أنت الإمام الذي من بعد صاحبه ... ألقت إليك مقاليد النهى البشر

لم يؤثروك بها إذ قدموك لها ... لكن لأنفسهم كانت بك الأثر

فامنن على [بيضة] بالرمل مسكنهم ... بين الأباطح تغشاهم بها القرر

أهلي فداؤك كم بيني وبينهم ... من عرض داوية تعيا بها الخبر

قال: فبكى عمر حين قال له: ماذا تقول لأفراخ بذي أمج؟

فقال عمرو: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أعدل من رجل يبكي على تركة الحطيئة. فقال عمر: علي بالكرسي فوضع له فجلس عليه وقال: أشيروا علي في الشاعر فإنه يقول الهجر ويشبب بالحرم ويمدح الناس ويذمهم بما ليس فيهم ما أراني إلا قاطعاً لسانه. ثم قال: علي بالطست فأتي به ثم قال: علي بالمصحف علي بالسكين لا بل علي بالموسى فقالوا: لا يعود يا أمير المؤمنين وأشاروا عليه قل: لا أعود يا أمير المؤمنين فقال: لا أعود يا أمير المؤمنين. قال: النجاء، فلما أدبر قال: يا حطيئة كأني بك وأنت عند فتى من فتيان قريش قد بسط لك نمرقة وكسر له أخرى وأنت تغنيه بأعراض المسلمين! قال أسلم: فدخلت على عبيد الله بن عمر بعد أن توفي [عمر] وعنده الحطيئة وقد بسط له نمرقة وكسر له أخرى وهو يغنيه. فقلت: يا حطيئة أما تذكر ما قاله عمر؟ قال: فارتاع لها وقال: يرحم الله ذلك المرء لو كان حياً ما فعلنا هذا. فقال عبيد الله: وما قال؟ قلت: قال: كذا وكذا فكنت أنت ذلك الفتى.

<<  <   >  >>