شاب طاف في البلاد، ولم يزل يصحب الحفاظ والفضلاء النقاد، وكان رفيقه ومفيده سلامة الحداد، وبه تخرج ومنه استفاد، وسماعه بخطه في كتبه وغيرها، وكان حريصاً صاحب جد في الطلب واجتهاد رحمه الله فحصل له في بالشام من حديثه ومن حديث غيره من الأقاليم والمدن كمصر وبغداد، أحاديث صحاح وغرائب وأفراد، ما إذا ظفر به الطالب بلغ غاية المراد، مع حكايات الزهاد، وأخبار الأدباء والعباد، فلما أن علا سنه ومات أقرانه، ورفقاؤه، وأسنانه، وأترابه، وأخدانه، وحسن عمله، وثقل ميزانه، ورجح وتبين رجحانه، ويئس منه شيطانه، لزم بيته وعجز عن التصرف راكباً وراجلاً، اغتنمت هذه البقية الصالحة بهذه الأحرف عاجلاً، ورأيت أن أجمع له عن كل شيخ ظفرت له به حديثاً، أو حكايةً على سبيل الفائدة، لطلبة هذا الشأن، وأرجو أن تكون هذه النبذة قائدة إلى الأجر والمثوبة، وجالبة للعائدة في الآجلة والآخرة.
&الشيخ الأول&
١- أخبرنا أبو التمام محمود بن عبد المنعم بن محمد بن أسد التميمي قراءة عليه في يوم الجمعة ثامن عشر رجب من سنة تسع وثمانين وخمس مائة أنا الفقيه الإمام أبو الحسن علي بن المسلم بن محمد بن الفتح السلمي قراءة عليه أنا أبو الحسن أحمد بن عبد الواحد بن محمد بن أبي الحديد أنا جدي أبو بكر محمد بن عثمان بن أبي الحديد السلمي أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن سهل السامري فيما قرئ عليه وأنا أسمع في سنة خمس وعشرين وثلاثمائة نا الحسن بن عرفة بن يزيد العبدي ثنا محمد بن خازم أبو معاوية الضرير عن الأعمش عن سلام أبي شرحبيل عن حبة بن خالد وسواء بن خالدة قالا: دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعالج شيئاً فأعناه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تأيسا من الرزق ما تهززت ⦗٣٠٧⦘ رؤوسكما، فإن الإنسان تلده أمه أحمر ليس عليه قشرٌ، ثم يرزقه الله تبارك وتعالى)) .
أخرجه أبو عبد الله محمد بن يزد بن ماجة القزويني في الزهد من سننه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي معاوية الضرير محمد بن خازم عن الأعمش عن سلام أبي شرحبيل عن حبة وسواء ابني خالد قالا: دخلنا.. .. فذكرا الحديث فوقع لنا بدلاً، لا يعرف لحبة وسواء ابني خالد سوى هذا الحديث وهما من بني سواه وسنده كوفي.