للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكَمْ سفكتُ وكمْ فتكْتُ ... وكمْ هتكْتُ حِمى أَنوفْ

وكَمِ ارْتِكاضٍ موبِقٍ ... لي في الذّنوبِ وكم خُفوفْ

لكنّني أعدَدْتُ حُسْ ... نَ الظّنّ بالمَوْلى الرّؤوفْ

قال: فلمّا انتهى الى هذا البيتِ لجّ في الاستِعْبارِ. وألَظَّ بالاستِغْفارِ. حتى اسْتَمالَ هوَى قلْبي المُنحرِفِ. ورجَوْتُ لهُ ما يُرْجى للمُقْتَرِفِ المُعْتَرِفِ. ثمّ إنّهُ غيّضَ دمْعَهُ المُنْهَلّ. وتأبّطَ جِرابَهُ وانْسَلّ. وقال لابنِهِ: احتَمِلِ الباقي. واللهُ الواقي. قال المُخْبِرُ بهذِه الحِكاية: فلمّا رأيتُ انْسِيابَ الحيّةِ والحُيَيّةِ. وانتِهاءَ الدّاء الى الكَيّةِ. علِمْتُ أن ترَبُّثي بالخانِ. مَجْلَبَةٌ للهَوانِ. فضمَمْتُ رُحَيْلي. وجمَعْتُ للرّحلَةِ ذَيْلي. وبِتُّ ليْلَتي أسْري الى الطّيبِ. وأحتَسِبُ اللهَ على الخَطيبِ.

<<  <   >  >>