للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وإنْ تُصِبْكَ عَثرَةٌ يَقُلْ لَعا ... وإنْ تسُمْهُ السّعْيَ في النارِ سَعى

وإن تُصاحِبهُ ولوْ يوماً رَعى ... وإنْ تُقَنّعْهُ بظِلْفٍ قَنِعا

وهْوَ على الكَيْسِ الذي قد جمَعا ... ما فاهَ قطُّ كاذِباً لا ادّعى

ولا أجابَ مَطْمَعاً حينَ دعا ... ولا استَجازَ نَثَّ سِرٍّ أُودِعا

وطالَما أبدَعَ في ما صنَعا ... وفاقَ في النّثْرِ وفي النّظْمِ مَعا

واللهِ لوْلا ضنْكُ عيشٍ صدَعا ... وصِبيَةٌ أضْحَوْا عُراةً جُوَّعا

ما بِعْتُهُ بمُلْكِ كِسرَى أجْمَعا

قال: فلمّا تأمّلْتُ خَلقَهُ القَويمَ. وحُسنَهُ الصّميمَ. خِلتُهُ منْ وِلْدانِ جَنّةِ النّعيمِ. وقلتُ: ما هذا بشَراً إنْ هذا إلا ملَكٌ كَريمٌ! ثمّ استَنْطَقْتُهُ عنِ اسْمِهِ. لا لرَغْبَةٍ في عِلمِه. بل لأنظُرَ أينَ فصاحَتُهُ من صَباحَتِهِ. وكيفَ لهْجَتُهُ منْ بهجَتِهِ. فلمْ ينطِقْ بحُلوَةٍ ولا مُرّةٍ. ولا فاهَ فَوْهَةَ ابنِ أمَةٍ ولا حُرّةٍ. فضرَبْتُ عنهُ صَفْحاً. وقلْتُ له:

<<  <   >  >>