للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فلمّا تبيّنَ للشّيخِ أنّ القاضيَ قدْ غضِبَ للكِرامِ. وأعْظَمَ تبْخيلَ جميعِ الأنامِ. علِمَ أنّهُ سينصُرُ كلِمَتَهُ. ويُظهِرُ أُكرومَتَهُ. فما كذّبَ أنْ نصَبَ شبكَتَهُ. وشوَى في الحَريقِ سمكَتَهُ. وأنْشأ يقول:

يا أيّها القاضي الذي عِلمُهُ ... وحِلمُهُ أرسَخُ منْ رَضْوَى

قدِ ادّعى هَذا على جهلِهِ ... أنْ ليسَ في الدُنيا أخو جَدوى

وما دَرَى أنكَ منْ معشَرٍ ... عطاؤهُمْ كالمَنِّ والسّلْوى

فجُدْ بِم يَثْنيهِ مُستَخزِياً ... مما افتَرى من كذِبِ الدّعوى

وأنثَني جَذْلانَ أُثْني بما ... أولَيتَ من جَدوى ومن عَدوى

قال: فهَشّ القاضي لقولِهِ. وأجزَلَ لهُ منْ طولِهِ. ثمّ لفتَ وجهَهُ الى الغُلامِ. وقد نصَلَ لهُ أسهُمَ المَلامِ. وقال لهُ: أرأيْتَ

<<  <   >  >>