للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

والزكاة والحج وفَصَّلَهَا رسول الله. بين ما فرض من الصلوات ومواقيتها وسُنَنِهَا وعدد ركعاتها، والزكاة ومواقيتها وكيف عمل الحج والعُمرة، كان يُبَيِّنُ كيفية الصلاة بقوله: " صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي "، وفي الحج: " خُذُوا عَنِّى مَنَاسِكَكُمْ "، وفرض الله سبحانه الزكاة ولم يُبَيِّنْ مقاديرها ولم يذكر بالتفصيل الزروع والثمار والأموال التي تجب فيها، وقد بَيَّنَتْ السُنَّةُ أَنَّ القاتل لا يرث وأَنَّ الوصية لا تكون في أكثر الثلث وأَنَّ الدَّيْنَ يُقَدَّمُ على الوصية»

ومما يروى أَنَّ عمران بن حصين قال لرجل يريد أَنْ يقتصر على القرآن دون السُنَّةِ: «إنك أمرؤ أحمق، أتجد في كتاب الله الظهر أربعاً لا يجهر فيها بالقراءة؟» ثم عدَّد عليه الصلاة والزكاة ونحو هذا.

وقد أشار القرآن إلى مكانة السُنَّة وإلى مهمة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في تفصيل ما أجمل القرآن وذلك في آيات بَيِّنَتٍ:

{وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى} (١).

{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (٢).

{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} (٣).

{مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ} (٤).

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو


(١) [النجم: ٣، ٤].
(٢) [الحشر: ٧].
(٣) [المائدة: ٩٢]، [التغابن: ١٢].
(٤) [النساء: ٨٠].

<<  <   >  >>