الحديث يسألونه عن الرجال، قال: فكان يقول: فلان كذاب، وفلان لا يكتب عنه حديثه، وفلان من الشياطين الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم:((يخرج في آخر الزمان شياطين من البحر فتحدث الناس)) .
قال: وكان سمع كلامه أبو نصر الزاهد فيقع في يحيى بن معين، ويدعو عليه، ويقول: يا قوم هؤلاء القوم الذين يقع فيهم يحيى بن معين نحن نستسقي بذكرهم، وهؤلاء يقعون فيهم. قال: فبسط لسانه في يحيى بن معين وتكلم فيه، قال: وكان أبو نصر يخرج إلى باب خراسان إلى الصحراء فيتعبد، قال: فخرج يوماً يحيى بن معين إلى الصحراء ومعه جماعة من أصحاب الحديث ومعهم شيءٌ من الطعام فأكلوا، فيما هم كذلك في بعض البساتين، إذ مر بهم جمالٌ على رأسه بطيخ قال: فقال بعضهم: بكم؟ قال: بكذا وكذا. قال: فاشتراه منه فأكلوا منه، قال: ثم تلهوا. قال: ويحيى جالسٌ يتبسم، قال: فنظر إليهم من حيث لا يرونه فقال: يا قوم هؤلاء هذه أفعالهم فعل العيارين، ويقعون في الصالحين وأهل الخير؟! قال: فلما أن دخل ذكر ذلك في مجلسه فعل يحيى وأصحابه، فبلغ ذلك يحيى فاغتم، قال: فلما كان ذات يوم جاء أبو نصر إلى جدي يعني أبا خيثمة، قال: فرحب به جدي وتواضع له ثم قال: يا أبا نصر لم جئت؟ قال: لي إليك حاجة تبلغ معي، قال: ثم إنه جاء إلى خلف ابن هشام البزار، قال: فرحب بهما فقال له: تبلغ معنا في حاجة، قال: