الحمد لله المتفرد بالعلو والقدم، المنزه عن الحدوث والعدم. الذي هدانا بنبيه إلى الملة الحنيفية، وأوضح به طرقها، فتركها كالشمس بيضاء نقية، أحمده على التوفيق لاتباع السنة، وأشكره على إفضاله المتواتر منه بعد منةٍ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تروي قائلها يوم العطش الأكبر من الماء المعين. وتسمعه منادي:{ادخلوها بسلامٍ آمنين} .
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله العالي رتبةً سنية، النازل في برج الكمال كل درجةٍ علية، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين وسلم، ورضي عن خلفائه الراشدين، وأبو بكر المقدم، وسائر الصحابة والتابعين، ما أضاء صبح وأظلم ليل. أما بعد:
فإن علم السنن من أجل العلوم الزاهرة، والاعتناء به شرف لصاحبه في الدنيا والآخرة، وقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على التبليغ عنه بالطلب الحثيث، وحض على ذلك بقوله:((نضر الله امرأً سمع)) الحديث.
ولم يزل أئمة هذا الشأن ولا يزالون يرحلون فيه إلى أقاصي البلدان، لا يملون، خصوصاً لطلب أعلاه وروينا عن بعضهم أنه قال: