هذا حديث صحيح أخرجه مسلم في صحيحه، عن محمد بن حاتم، والنسائي، عن يعقوب بن إبراهيم، كلاهما عن ابن مهدي، عن الثوري، عن سهيل، فوقع لنا عالياً جداً من طريقنا الأخيرة.
شيخنا الإمام ضياء الدين هذا، مولده في سادس شهر شوال سنة ثمان وثمانين وستمائة، وسمع الحديث من الشرف يحيى بن محمد ابن علي الطبري، والأمين محمد ابن القطب القسطلاني، والفخر التوزري، والصفي أحمد، والرضي إبراهيم، ابني محمد بن إبراهيم الطبري، وغيرهم كثيراً، وقرأ بالروايات على الدلاصي، والقصري، وأخذ الفقه عن غير واحد، والأصول والنحو عن القونوي والتصوف، عن الشريف أبي عبد الله الفاسي، وغيره، ودرس وأفتى، وحدث، وأقرأ، وكان إماماً عالماً زاهداً، شديد الورع، كثير البذل والإيثار، له الجلالة التامة عند الخاص والعام، يقصد للدعاء والتبرك أم بمقام المالكية دهراً طويلاً قريباً من خمسين سنة، سمعت عليه ((صحيح البخاري)) و ((الشفا)) ، وكانت وفاته في شهر شوال سنة ستين وسبعمائة بمكة، ودفن بالمعلاة، رحمه الله تعالى وإيانا.