للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سلمة بن نبيط، عن أبيه سلمة بن نبيط، عن نبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد الأشجعي، قال: لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجزع الناس كلهم عليه عمر بن الخطاب رحمه الله.

قال: فأخذ بقائم سيفه قال: لا أسمع أحداً يقول: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ضربته بسيفي.

قال: فقال الناس: يا سالم! اطلب لنا صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت إلى المسجد، فإذا أنا بأبي بكر رضوان الله عليه، فلما رأيته أجهشت بالبكاء، فقال لي: مالك يا سالم! أمات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

فقلت: إن هذا عمر يقول: لا أسمع أحداً يقول: مات رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ضربته بسيفي هذا.

قال: فأقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى دخل، فلما رآه الناس أوسعوا له، فدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مسجى، فرفع الثوب عن وجهه ووضع فاه على فيه واستنشأ الريح، ثم سجاه والتفت إلينا فقال: {وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبل الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين} ، وقال جل وعز: {إنك ميتٌ وإنهم ميتون} .

يا أيها الناس! من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، ومن كان يعبد محمداً صلى الله عليه وسلم فإن محمداً صلى الله عليه وسلم قد مات.

قال عمر رضي الله عنه: فوالله لكأني لم أقرأ هؤلاء الآيات قط.

قالوا: يا صاحب رسول الله! أمات رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! قال: نعم مات، قالوا: يا صاحب رسول الله! فمن يغسله؟ قال: رجالٌ من أهل بيته الأدنى

<<  <   >  >>