للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالأدنى، قالوا: يا صاحب رسول الله! صلى الله عليه وسلم فأين ندفنه؟ قال: ادفنوه في البقعة التي قبضه الله عز وجل فيها، لم يقبضه إلا في أحب البقاع إليه.

فلما أرادوا أن يحفروا له؛ دعا العباس رضي الله عنه رجلين، ثم قال: اذهب أنت إلى أبي عبيدة، واذهب أنت إلى طلحة، اللهم خر لرسولك صلى الله عليه وسلم، فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو طلحة يلحد لهم، وكان أبو عبيدة يضرح لأهل المدينة.

أخبرنا محمد بن هبة الله الفقيه القاضي رحمه الله، أخبرنا علي بن الحسن الحافظ، أخبرنا أبو محمد السيدي الفقيه، أخبرنا أبو عثمان البحيري، أخبرنا أبو علي الفقيه السرخسي، أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد، أخبرنا أبو مصعب، حدثنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه قال: ((كان بالمدينة رجلان: أحدهما يلحد، والآخر لا يلحد، فقالوا: أيهما جاء أول عمل عمله، فجاء الذي يلحد، فلحد لرسول الله صلى الله عليه وسلم)) .

اسم أبي طلحة: زيد بن سهل، واسم أبي عبيدة: عامر.

واللحد: الشق الذي يعمل في جانب القبر لموضع الميت، وسمي لحداً لأنه أميل عن وسط القبر إلى جانبه، يقول: لحدت وألحدت، وأصل الإلحاد الميل والعدول عن الشيء.

<<  <   >  >>