واعلم أن رواية مثل هذا الكتاب بالسماع أعظم كذباً من روايته بالإجازة، ولا اغترار بفعل أكثر بلاد العجم روايتهم كتاب (المصابيح) من أي نسخةٍ وقعت بأيديهم، خصوصاً إن قرئت على رجلٍ فاضلٍ أديبٍ جعلوا تلك النسخة معتمد النسخ، ولم يعلموا أنهم ربما زادوا سقماً بتصرف ذلك الفاضل في الألفاظ النبوية التي ضبطت من ألفاظ العلماء خلفاً عن سلفٍ آحاداً، كما ضبطت ألفاظ القرآن تواتراً.
فالحمد لله الذي لم يجعل للفضلاء في ألفاظ القرآن نصيباً، بل حفظه بقوله:{إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ، فجزى الله أهل البلاد الشامية أفضل الجزاء، فإن هذا الأمر عندهم مضبوطٌ.
[[التثبت في الرواية]]
ومنها: أن يحترز من الغلط والتصحيف والزلل والتحريف في الأسانيد والمتون، لكن إن كانت النسخة مضبوطة بخط بعض المعتمدين من الحفاظ الراوين له فبها ونعمت، وإلا فلا بد أن يكون القارئ أو المسمع أو بعض الحاضرين عارفاً بأسماء الرجال، والجرح والتعديل، وعلم العربية، وتصرفات اللغة، كيلا يقع غلطٌ في شيء من ذلك.
[حفظ ما جاء في الأصل وإن كان فيه خللٌ]
وإياه وتغيير ما في الأصول المقروء منها من الألفاظ التي يزعم أنها