للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الْحَدِيث علوم كثيرة لا يسع الناس جهلها

مِنْهَا: أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرهم بتقوى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ، ولا يعلمون تقواه إِلا بالعلم.

ومِنْهَا: أَنَّهُ أمرهم بالسمع والطاعة لكل من ولي عليهم من عبد أسود وغيره، ولا تكون الطاعة إِلا فِي معروف.

ومِنْهَا: أَنَّهُ أعلمهم أَنَّهُ سيكون اختلاف كثير بين الناس، فأمرهم بلزوم سننه وسنة أصحابه، وحثهم عَلَى أن يتمسكوا بها التمسك الشديد مثلما يعض الإنسان بأضراسه عَلَى الشيء يريد أن لا يفلت منه.

و" النواجذ ": آخر الأضراس، واحدها: ناجذ وقد يكون معناه أيضا الأمر بالصبر عَلَى مَا يصيبه من المضض فِي ذات اللَّه عَزَّ وَجَلَّ كما يفعله المتألم بالوجع يصيبه.

ومِنْهَا: أَنَّهُ حذرهم البدع، وصرح بأنها ضلالة، وكل من عمل عملا أَوْ تكلم بكلام لا يوافق كتاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وسنه رَسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسنن الخلفاء الراشدين فهو بدعة مردودة عَلَى قائله أَوْ فاعله.

ومِنْهَا: أن عرباضا قَالَ: وعظنا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موعظة بليغة ذرفت مِنْهَا العيون ووجلت مِنْهَا القلوب، ولم يقل: صرخنا من موعظته ولا زعقنا ولا طرقنا عَلَى رءوسنا، ولا ضربنا عَلَى صدورنا، ولا زفنا ولا رقصنا، كما يفعل فِي زماننا كثير من الجهلة، فإن ذَلِكَ من الشيطان، بدليل أن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أصدق الناس كلاما وأنصح لأمته، وأصحابه أرق

<<  <   >  >>