الحمد لله الذي علا في سمائه، وجلا باليقين قلوب أوليائه، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم أنبيائه، صلاةً دائمةً إلى يوم لقائه.
أما بعد: فإن علو الإسناد له حلاوة، وما وقع مع ذلك مصافحةً ففي سماعه لذاذةٌ وطلاوة، ولما كان شيخنا الإمام العالم الأوحد الفقيه الكامل المفتي المحدث الحافظ شرف العلماء علاء الدين مفيد الفقهاء أبو الحسن علي بن إبراهيم بن داود الشافعي قد سمع من الحديث كثيراً على جماعة من المسندين، وبقايا من سلف المحدثين، أحببت أن أخرج له جزءاً فيه ما وقع له من العوالي التي كأنه سمعها من أحد الأئمة، والله الموفق والمعين.
فالحديث الأول
١- قال: أخبرنا به الإمام المسند الرحلة زين الدين أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي كتابةً، عن أبي الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي، أخبرنا طراد بن محمد الزينبي، أخبرنا هلال بن محمد بن جعفر أخبرنا الحسين بن يحيى بن عياش سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، حدثنا إبراهيم بن مجشرٍ، حدثنا عبيدة بن ⦗٢٢⦘ حميد حدثنا عمارة بن غزية، عن سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تبع جنازةً من أهلها حتى توضع فله قيراطٌ، ومن تبعها حتى يدفنها فله قيراطان، أدناهما أو أصغرهما مثل أحد)) .
وأخبرناه علي بن أحمد بن عبد الواحد أبو الحسن الحنبلي وأحمد بن شيبان غير مرة، أخبرنا عمر بن محمد البغدادي -قدم علينا-، أخبرنا أحمد بن الحسن ابن البناء سنة أربع وعشرين وخمسمائة، أخبرنا الحسن بن علي الحافظ، أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر السقطي حدثنا بشر بن موسى، حدثنا هوذة بن خليفة، حدثنا عوف، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
((من اتبع جنازة مسلم إيماناً واحتساباً فلزمها حتى تدفن فإنه يرجع وله قيراطان من الأجر، كل قيراط مثل أحد، ومن صلى عليها ثم رجع قبل أن تدفن فإنه يرجع بقيراط)) .
هذا حديث صحيح رواه عن أبي هريرة جماعةٌ منهم أبو حازم الأشجعي، ومحمد بن سيرين، وخباب صاحب المقصورة.
رواه مسلم في الجنائز عن ابن نمير، وأبو داود فيه عن ⦗٢٣⦘ هارون الحمال، كلاهما عن أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة بن شريح، عن أبي صخر حميد بن زياد ويقال: حماد بن زيد الخراط المدني، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن خباب، عن أبي هريرة.
فباعتبار العدد إلى أبي هريرة كأني سمعته من مسلم وأبي داود.