للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها ليلة القدر، فكيف يكون قيام كل ليلة من العشر مساوياً ليلة القدر؟ " ا?.

قال ابن رجب: "ولو صحّ حديث أبي هريرة المروي في الترمذي "قيام كل ليلة منها بقيام ليلة القدر"؛ لكان صريحاً في تفضيل لياليه على ليالي عشر رمضان؛ فإن عشر رمضان فضل بليلة واحدة، وهذا جميع لياليه متساوية، والتحقيق ما قاله بعض أعيان المتأخرين من العلماء أن مجموع هذا العشر أفضل من مجموع عشر رمضان، وإن كان في عشر رمضان ليلة لا يفضل عليها غيره"١ ا?. نقل ذلك القسطلاني في "إرشاد الساري"٢ في معرض المفاضلة بين عشر ذي الحجة وعشر رمضان الأخير، فأتى بكلام ابن رجب هذا جواباً على من زعم أن ليالي عشر رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة؛ لاشتمال عشر رمضان على ليلة القدر، فقال: قال ابن رجب: "وهذا بعيد جداً، ولو صحّ حديث أبي هريرة ... " الخ.

والشاهد في قوله "ولو صحّ حديث أبي هريرة"، فإنه لم يصح كما عرفت للعلتين اللتين فيه، وهما: ضعف مسعود بن واصل، ونهاس بن قهم،


١ انظر في المفاضلة بين العشر الثلاثة عشر ذي الحجة وعشر رمضان وعشر محرم تفسير ابن كثير ٣/٢٢٨ وشرح سنن الترمذي للعراقي ٣ ورقة ٤٠ وجه/أ.
٢ ٢/٢٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>